تقول: أنا مريضة وزوجي غير موافق على علاجي، فهل يجوز لي أن أذهب للعلاج من ورائه؟
فأجاب الشيخ محمد سيد طنطاوي -رحمه الله-: من الواجب على الزوج أن يعمل جاهدا في أن تكون علاقته مع زوجته قائمة على المودة والرحمة والتآلف لقوله ﷻ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الآية 21 من سورة الروم].
فقوامة الرجل على زوجته لا تعني الظلم والاستبداد بل تعني العدل المطلق وأن تكون المعاشرة بالمعروف. قال ﷻ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [من الآية 19 من سورة النساء].
وقد أوصى رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: استوصوا بالنساء خيرا وقال ﷺ «النساء شقائق الرجال»، وقال: «ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».
فإذا تعنت الزوج ورفض نداء العقل والمنطق النابع من روح الإسلام ولم يستجب للنصح والإرشاد فإن الزوجة لا تأثم في حالة ذهابها من وراء زوجها إلى العلاج شريطة أن تكون برفقة أحد من محارمها كأبيها أو أخيها أو عمها، لأن الله ﷻ قد أمرنا بالتداوي وعدم هلاك النفس، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.