رواية مملة سرديا لكنها مشوقة علميا لعبده خال، وفي كل الأحوال هي رواية عظيمة وعصية على الفهم السريع، لن أخفي أنني تفاجأت قبل عدة أعوام أنها لروائي سعودي، اسماها الناشر بالطين، على حساب رغبة المؤلف والذي أسماها: ذلك البعيد كان أنا.. إسم المؤلف يمثل مفتاحا لا بد منه لحل لغز الرواية، واسم الناشر يوضح أنه لم يستوعب فكرة الرواية.
لم تقدم الرواية لي شيئا، ولكن الإبداع العلمي في الرواية أثار الكثير من الشجون، ففي مجتمع يحارب فيه التفكير النقدي ستثيرك جدا رواية كهذه، علما أن عبده خال تعرض هو وعدد من الروائيين إلى تسفيه واتهامات في الأخلاق والشرف والوطنية من قبل أحد شيوخ الدعوة إلى القتل والتكفير، خاصة بعد التغييرات المتلاحقة في الفترة الأخيرة للمجتمع السعودي، وهو يحاول أن يتجه لمجتمع التعددية.
هذه الرواية جاءت سابقة لآوانها في السعودية، لم أجد حتى اليوم أي قراءة للرموز العلمية الواردة في الرواية، وشخصيا لم أجد الوقت الكافي لتحليل تلك الرموز، ولكنها رواية تستحق التأمل.
لقد عشقت طريقة المؤلف وهو يفكر بطريقة علمية.