لم أقرأ كتاب لا تحزن لعائض القرني، ولكنه انتشر في كل مكان فقرأت مقاطع كثيرة من الكتاب، الفرق بينه وبين كتاب دع القلق وأبدأ الحياة لديل كارنيجي أن الأول مال إلى لغة الظاهرة الصوتية والبلاغة الخطابية كما يبدو انه استند في الغالب على ما سبقه من كتب الغرب.
لا نبالغ.. كتب التراث العربية لا يوجد فيها الكثير مما يعالج هذه القضية الوجودية الكبرى، ربما السبب هو أن القرآن نفسه وسنة النبي، كانتا البديل لأي كتاب يمكن أن يؤلفه العرب والمسلمون الأوائل، عمم الحال على كتاب في حقوق الإنسان. فالثقافة العربية كانت محوريا ثقافة نص، لا ثقافة إنتاج معرفي.
لذلك عندما قام ديل كارنيجي بتأليف كتابه فقد تفاجأ من عدم وجود أي كتاب في المكتبة العامة، يعالج هذه المشكلة الإنسانية الأزلية عن القلق، لذلك استعان في كتابه بالكثير من حكم القرآن والحديث وأشعار عمر الخيام وكلمات الإنجيل وغيرها.
قرأت هذا الكتاب في نهاية مرحلة المراهقة، كان تأثيره كبيرًا ولكنه لم يكن عمليا، فعقلي كان حيا أكثر من اللازم في مجتمع مات فيه العقل على أيدي الوعاظ، لذلك كان هذا الكتاب هو البداية لمقاومة السوداوية التي أعمت بصيرتي عن الجمال الكامن في النفس البشرية لا في العالم وحده.
قد نقرأ الكثير مما يكتبه الفلاسفة الكبار من أمثال الغزالي وابن سينا وابن رشد، قد نسمع عن الكثير الأمراض النفسية التي عاشها قادة عرب ومسلمين معاصرين بعضهم سبقوا إلى مرحلة التخريف مثل أحمدي نجاد ومعمر القذافي، وقد كان يمكن لكتب من هذا النوع في مرحلة مبكرة من حيواتهم، أن تكون سببا في إرشادهم لطريق الصواب.
ينبغي عند قراءة هذا النوع من الكتب أن نقسوا كثيرا على الكبرياء الشخصي!