“مع ندى محمود” يعقد العالم أجمع آمالاً كبيرة على تقدم العلوم الطبية، وذلك بهدف السعي وراء القضاء التام على أكبر عدد من الأمراض المستعصية والفتاكة، ولم يخلو العام 2018 الذي أوشك على الإنتهاء من الآمال والطموحات والمقدمات التي تبعث على التفاؤل والإستشراف، وإحقاقاً للحق فإن المجال الطبي تحتاج فيه المؤسسات البحثية إلى الممولين المتبرعين للمساعدة على الإنتاج الفعلي للأدوية والعقاقير التي تم استحداثها معملياً، وهو الأمر الذي يلزمه الكثير من الأموال الطائلة، إلا أنه في حال تحقق ذلك فإن ذلك يعد بمثابة ضمانة نهائية للتعافي من المرض محور البحث واختراع الدواء.
وأبرز الإنجازات الطبية التي تم تحقيقها في العام 2018 هي زراعة وجه استثنائي، حيث تمكن مجموعة من الجراحين الفرنسيين من إتمام عملية زراعة وجه لمريض في العقد الرابع من عمره، علماً بأنها المرة الثانية التي يُجري فيها هذا المريض نفس العملية، إلا أن عملية الزراعة الأولى والتي تمت منذ ما يقرب من السبع سنوات باءت بالفشل بعدما رفض جسمه التعامل مع الوجه المنزرع رفضاً باتاً، وهو ما حدا بالأطباء إلى إدخاله في إغماءه اختيارية لشهرين متواصلين بدون وجه، ومن ثَم تحصَّل الأطباء على وجه جديد من متبرع آخر وقاموا بإجراء العملية التي استغرق تنفيذها 24 ساعة كاملة، ولم يتمكن الجراحون من معرفة النتائج إلا بعد مرور شهر كامل على تاريخ الإجراء.
والجدير بالذكر أن عمليات زراعة الوجه تعد من أندر العمليات الجراحية على مستوى العالم وعلى مر العصور، حيث أنها لم تتم منذ وجود الإنسان على الأرض سوى لأربعين مريض فقط، علماً بأنه لم تنجح كل العمليات الجراحية المُجراه، وهذا ما أكده موقع تليجراف البريطاني.
كما أنه من اللازم الإشارة إلى أن عملية زراعة الوجه يلزمها دوام الاستمرارية في تناول الأدوية المثبطة لعمل الجهاز المناعي، ولذلك للحيلولة دون رفض الجسم للوجه الغريب الدخيل عليه، علماً بأن هذه الأنواع من الأدوية تزيد من فرص الإصابة بالإلتهابات والسرطانات المختلفة.
وعلى صعيد آخر فستتركنا سنة 2018 بعد أن تم اكتشاف عقار جديد يعمل على الحماية من النوبات القلبية، فقد طالعتنا آخر الإحصائيات على أن ما يزيد عن 610 ألف مواطن أمريكي يفقدون حياتهم كل عام بسبب الأزمات القلبية، فلنا أن نتخيل الرقم الإجمالي للعالم كله.
وأعلنت شركة بيوتيك آمريين في سبتمبر من العام بأنها قامت بتطوير عقار سيتم إنتاجه تحت اسم تجاري فاسكباه، وقالت الشركة أن هذا الدواء سيخفض احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية بواقع 25%، وقد أكدت الشركة على أن صرف الدواء لن يكون إلا بوصفة طبية من طبيب متخصص، كما أن نتائجه العلاجية تتحقق بشكل أكثر فاعلية حال تزامن تناوله مع اتباع حمية غذائية منخفضة الدهون، وآلية عمل الدواء الجديد تتمحور حول قدرته على خفض معدلات بعض أنواع الدهون الضارة الموجودة بالجسم البشري.
وكذلك أُعلن في العام 2018 عن ابتكار بخاخ لعلاج الإكتئاب، حيث قام بتطوير ذلك المنتج شركة جونسون آند جونسون في شهر مايو من العام، علماً بأن البخاخ يعتمد محتواه على مادة الكيتامين، وهي المادة ذائعة الصيت في علاج الإكتئاب منذ أمد بعيد، إلا أن الجديد ههنا هو استخدامها عن طريق البخاخ وليس تناولاً بالفم كما المعتاد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإبتكار الجديد تم تجريبه على ما يزيد عن 236 مريض إكتئاب، وجاءت النتائج مؤكدة على أن استعمال البخاخ بجانب الأدوية العلاجية التقليدية ساهم في ظهور تحسن ملحوظ على المرضى في غضون أربعة أسابيع فقط مقارنة بإستعمال الأدوية التقليدية بشكل منفرد.