يحتفل اليوم العالم أجمع باليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو عبارة عن إعلان و 3 بروتوكولات وعهدين التي تضمن للإنسان أن يعيش بكرامة في أي مكان وُجد فيه وفي أي بلد كان، كما أن ضمن هذا الإعلان أو البروتوكول أنه لابد للإنسان أن يعيش بعدالة ومساواة على الدوام.
ماذا تنص وثيقة حقوق الإنسان عام 1948؟
يقول سفير حقوق الإنسان بالأردن “كمال المشرقي”، نمر اليوم بسبعين عام على إعلان الوثيقة الأممية التي تهتم بالحقوق الأساسية للإنسان كما أن تلك الوثيقة تعتبر أول وثيقة تُصدر لحماية حقوق الإنسان والتي أُصدرت في 10 ديسمبر لعام 1948 حيث أول تجمع دولي في هذه الفترة إلى جانب أنها كانت أول وثيقة بعد النزاعات التي شهدها العالم في تلك الفترة، لذلك فإن وثيقة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لها دور كبير في تأصيل الحقوق والحريات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان بصفته إنسان.
وتابع السفير ” كمال المشرقي”: أما عن نصوص وأبعاد وثيقة حقوق الإنسان فمنها انهيار المساواة بين الناس في تلك الفترة بين جميع الفئات من رجال ونساء وأطفال وبين جميع الأجناس والعروق التي تختلف في اللون واللغة أو حتى الطبقة الاجتماعية إلخ إلخ.
بالإضافة إلى ذلك، إن الوثيقة أعطتنا مراجعة لما كان في السابق ومن ثم انطلقنا بمعنويات تعتمد على الحقوق الأساسية للإنسان ثم بعد ذلك استطعنا تقسيم النصوص الأساسية (30 نصا) بين حقوق مدنية واقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية للإنسان مما أعطى ضمانا أساسيا لحقوق الإنسان.
يعتبر الالتزام في الوثيقة في حد ذاتها هو إعلان غير ملزم وإنما الالتزام هو التزام أدبي وأخلاقي لأن تلك النصوص قد كان لها صدى واسع عند كل الدول التي قامت بالتصويت لهذه النصوص.
لماذا يُعد تطبيق ميثاق حقوق الإنسان صعبا؟
هناك سلبية كبيرة يشهدها العديد من الناس نتيجة عدم تطبيق نصوص إعلان حقوق الإنسان لأن حقوق الإنسان عبارة عن سلوك وممارسات يجب تطبيقها، لذلك فإن أول نصوص حقوق الإنسان تنص على أن جميع الناس يولدون أحرارا لهم كرامتهم التي يجب أن تصان، لذلك يجب على الجميع احرام بعضه البعض مع ضرورة الاعتراف بوجود ما يسمى بالكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة حتى يتم تطبيقها على أرض الواقع مع أهمية مناداة كل شخص على حدة لتطبيقها في ذاته ومع غيره.
على الجانب الآخر، يجب على الدول توفير الضمانات الكافية لتطبيق حقوق الإنسان على أرضها بين المواطنين وأيضاً بينها وبين هؤلاء الموطنين. بالإضافة إلى ذلك، تم انبثاق عدة نصوص واتفاقيات الدولية مثل اتفاقيات حقوق المرأة والطفل والعمال المهاجرين وذوي الإعاقة نتيجة الوثيقة الأممية لحقوق الإنسان.
على سبيل المثال، لكل شخص حقه في التعليم كما يجب أن يُوفَّر هذا التعليم مجانا في المرحلتين الابتدائية والأساسية كما أنه على كل شخص أو فرد واجباته تجاه الجماعة التي فيها وحدها يمكن أن تنمو شخصيته النمو الكامل الحر.
كيف يمكن للإنسان زيادة وعيه الذاتي بحقوق الإنسان؟
في البداية وقبيل تطبيق حقوق الإنسان من قبل الأفراد في المجتمع يجب أولا أن يتم إذكاء وعي هؤلاء الأفراد بماهية ونصوص كيفية احترام حقوق الإنسان لضمان تطبيقها على أرض الواقع ولمنع انتهاكها في أي مكان في العالم خاصة للفئات التي نسميها نحن الفئات المستضعفة أو الفئات الهشة التي من ضمنها عاملات المنازل والمصانع الذين لهم حقوق معينة يجب عليهم أن يتمتعوا بها.
وأضاف السفير ” المشرقي “: من أهم ما جاء في احتفالية العام بحقوق الإنسان هو شعار ” قم ودافع عن حقوق إنسان ” مما يثبت أن حقوق الإنسان هي واجب إنساني في حد ذاتها يجب على الجميع الدفاع عنها، لذلك فإننا نوجه كل الرسائل لكل إنسان لديه استطاعة للدفاع عن حقوق الإنسان ألا يتأخر عنها ويقوم على الفور بالدفاع عن هذه الحقوق لأن هذا يعتبر واجب في حد ذاته، كما أن كافة المؤسسات الدولية والقومية من الواجب عليها أن تضمن تطبيق تلك الحقوق الإنسانية.
وأخيرا، يجب الإشارة إلى أن هناك رسالة ربانية لنا جميعا باحترام الحقوق الإنسانية والكرامة الإنسانية والتي نقرأها في الكتاب الكريم في قول الله عز وجل ” ولقد كرمنا بني آدم ” بجانب بعض الآيات في الكتاب المقدس والتوراة كذلك، لذلك يجب علينا جميعا تطبيق تلك الحقوق بيننا وبين الرجل وزوجته والأخ وأخيه إلخ إلخ..