ما هي أهم الفحوصات التي يجب أن تتم للمقبلين على الزواج؟
تقول الدكتورة “سماح الجبور“ استشارية كلى الأطفال: أن الفحوصات الطبية التي يتم إجراؤها في الأردن تحديداً للمقبلين على الزواج “Premarital screening tests”، هي فحوصات طبية لخضاب الدم “CBC”، والذي يمكن أن يوضح كريات الدم الحمراء وحجمها، وقوة الدم أيضاً، والذي يعتبر فحصاً خاصاً لمرض انيميا البحر المتوسط “Thalassemia”، فإذا كانت كريات الدم الحمراء صغيرة نوعاً ما، وقوة الدم مثلاً ١٠، ويطلق عليهم تحديداً “MCV” و “MCH”، يدل ذلك على قابلية الإصابة بمرض انيميا البحر المتوسط، ومن ثم يمكن التأكد باستخدام فحص أدق يسمى بـ “Hemoglobin electrophoresis”، فإذا كانت النتيجة أيضاً إيجابية دل ذلك على احتمالية إنجاب طفلاً مصاباً بالمرض بنسبة عالية جداً قد تصل إلى ٥٠٪.
ويستغرق فحص خضاب الدم عامة يوماً واحداً حتى يتم الحصول على نتيجة الفحص، وإذا ما كانت إيجابية لدى كلا الطرفين فيتم بعد ذلك توجيهم إلى العيادة الاستشارية ويتم اخبارهم بأن هناك احتمالاً لأن يكونا حاملين للمرض، ومن ثم يتم عمل فحص أكثر دقة وهو فحص الـ “Hemoglobin electrophoresis”، والذي يؤكد ما إذا كان الشخص حاملاً للمرض أم لا.
ومن هنا تؤكد الدكتورة “الجبور” أن الشخص الحامل للمرض يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي جداً؛ حيث أن الچين الخاص بالمرض هو چين متنحي، والأمراض الوراثية التي تحتوي على چين متنحي لا يظهر على حاملها أية أعراض، وهذا ما يجعل تشخيص الأمراض الوراثية متنحية الچين صعباً، لأنه ليس هناك أعراض يمكن الاعتماد عليها في التشخيص، وإذا تزوج رجل متنحي الچين بسيدة متنحية الچين، سيكون هناك احتمالاً بنسبة ٢٥٪ أن ينجبا طفلاً مصاباً بالمرض، لذلك فلابد من عمل الفحص الطبي قبل الزواج حتى نتجنب حدوث مثل تلك الأمراض التي تشكل عبئاً ثقيلاً على الأسرة أولاً وعلى الدولة ثانياً.
ولكن ما يتم عالمياً من فحوصات طبية للمقبلين على الزواج يعتبر شاملاً أكثر؛ فمثلاً لابد من إجراء فحص “HIV” و”Hepatitis C”، وما إلى ذلك من مجموعة الأمراض التي تنتقل من خلال الاتصال الجنسي، كما يتم عمل فحص خاص للسيدات لمرض الحصبة الألمانية “Rubella”.
وكلما كانت الدولة متقدمة أكثر كلما مهدت الطريق للفحص الطبي للمقبلين على الزواج على أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً بها.
وتؤكد الدكتورة، أن هذه الفحوصات إذا كانت إيجابية فلا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم إجبار أي شخص على ترك شريكه، ولكن ما يتم هو توجيه النصائح لهم بما قد يواجهون إذا تم الزواج خاصة إذا كان زواج أقارب.
هل يعتبر الوعي بالأمراض الوراثية في ازدياد في الأردن؟
يؤكد الأستاذ “خلف أبو خضير” رئيس جمعية رعاية مرضى انيميا البحر المتوسط أن الوعي بأهمية الفحص الطبي للمقبلين على الزواج في زيادة بشكل ملحوظ؛ فمثلاً في إربد وعجلون تحديداً قد انخفض عدد المرضى بأنيميا البحر المتوسط من ١٠٠٠ إلى ٣٥٠ مريض فقط.
ويوضح الأستاذ “خلف” دور جمعية رعاية مرضى انيميا البحر المتوسط في نشر الوعي قائلاً: أن هناك ندوات خاصة يتم إقامتها لمرضى أنيميا البحر المتوسط وذويهم، ويتم إجراء الفحص الطبي لمرض أنيميا البحر المتوسط للأسرة بأكملها إذا ما كانت تضم شخصاً مصاباً بالمرض، وكذلك يمكن أن تساعد اللجنة في رفع معنويات هؤلاء المصابين، ذلك بالإضافة إلى قدرة اللجنة على إقناع المقبلين على الزواج الحاملين للمرض على التخلي عن هذا الزواج المرهق.
وينصح “أبو خضير” عامة الناس بالابتعاد عن زواج الأقارب والذي يعتبر المسبب الرئيسي لمثل هذه الأمراض الوراثية، فمرض أنيميا البحر المتوسط مثلاً هو مرض لا يوجد له علاج شافي ١٠٠٪ سوى بعمل زراعة نخاع عظمي الباهظ الثمن، ولكن يتم علاجه باستمرار مدى الحياة، وبالتالي يعتبر عبئاً ضخماً على الأسرة لذا لا يمكن أن نستهين به حتى يتم الزواج.
ذو صلة “من الويب”: فحص ما قبل الزواج والهدف منه تفصيلاً