جميعنا ننتظر قدوم عيد الأضحى المبارك بلهفة وشوق ونتطلع إلى الاستمتاع ببهجته وبركاته وقضائه بأفضل طريقة ممكنة، بل ونحرص على الاستعداد له واستقباله كأفضل ما يستقبل ضيف كريم وعزيز علينا، وقد تختلف طريقة كل منا وطقوسه الخاصة فيما يتعلق باحتفاله بالعيد ولا غضاضة في ذلك.
غير أن هناك بعض العادات والأفكار السلبية التي غزت ثقاتنا وشوهت احتفالنا بالعيد وذهبت بالكثير من قدسية العيد وخصوصيته ومكانته الغالية عندنا نحن المسلمون.
هنا سوف نتعرف على بعض السلوكيات الخاطئة والعادات السيئة التي يمكن أن تجعل أعيادنا تمضي وتترك لنا خلفها بعضا من الذنوب أو المشاعر السلبية أو تفسد سعادتنا وسعادة من نحبهم بالعيد، أو تفوت علينا ابتداء الاستمتاع بالعيد، فتابعونا وتعرفوا معنا على أهم تلك العادات حرصاً على التذكير باجتنابها والبعد عنها.
عادات خاطئة قد تفسد عليك العيد
١. النوم لساعات متأخرة من النهار
من الأمور التي نلاحظها بين الأطفال خاصة يوم العيد أنهم يستيقظون مبكراً جداً، وربما لا يستطيعون النوم شوقاً للعيد ولهفة للقائه، وهكذا كان حالنا جميعا، غير أننا نلاحظ اليوم حالة من الفتور وعدم الاكتراث للعيد، فنجد الكثير من الشباب يقضون جل وقتهم في النوم، ولا يحضرون صلاة العيد ولا يحرصون على الخروج ولا التهنئة ولا غيره حتي يكاد نهاره ينقضي، وهذا من باب الغفلة عن النعمة الكبرى التي وهبها الله لنا، فإن صباح العيد يحمل معه لكل القلوب المتفائلة أملا ًوسعادة وبهجة لا يعرف مذاقها النائمون.
٢. الخروج وقضاء الوقت كله مع الأصحاب
الكثير من الشباب ينغمس بكل ما فيه في عالم الأصدقاء والتنزه والخروج، وتراه بمجرد ان يستيقظ صبيحة يوم العيد يرتدي ثيابه وينطلق خارج المنزل، ليقض يومه كله مع أصدقائه، ولا يحرص على البقاء مع أهل بيته أو اخواته أو والديه، والذين غالبا ما تفصله عنهم مشاغل الحياة وروتينها المتسارع الذي لا يسلم منه أحد، فينبغي أن نعيد النظر ونقتطع وقتا من أعيادنا نقضيه مع أهلنا وأسرنا فالعمر يمضي وقد يصبح قضاء بضع دقائق مع أحدهم درباً من الأمنيات المستحيلة.
٣. الإسراف في الطعام والشراب
البعض منا يتلخص عنده معنى العيد في تناول أشهى الأطعمة والمشروبات، فتجده ينفق أموالاً باهظة في جلب كل ما لذ وطاب، ويسرف في تناول الطعام بصورة مبالغ فيها، من اللحوم أو حلوى العيد أو غيره، مما يعرضه للتعب والمشكلات الصحية التي غالباً ما تفوت عليه فرصة الاستمتاع بالعيد، فيجب أن ننتبه جيداً إلى تلك النقطة ونحرص على الاعتدال تجنبا لأي توابع تنغص صفو عيدنا أو تتسبب في إزعاج لنا أو لأحبتنا.
٤. قضاء اليوم في صحبة وسائل التواصل الاجتماعي
باتت وسائل التواصل الاجتماعي تحتل مساحة كبيرة من اهتمامنا ومن طريقتنا في قضاء أوقاتنا، وممارستنا لأنشطتنا العملية والترفيهية، كما انعكست على طريقتنا في الاحتفال بالمناسبات السعيدة التي تمر بنا على المستوى الشخصي أو بصفة عامة، وبرغم أنها يسرت سبل التواصل لمن يحول بيننا وبينهم المسافات إلا أنها في ذات الوقت خلقت بيننا وبين من نحبهم ونعيش معهم ومن يسهل علينا وصلهم مسافات كبيرة، فبتنا نكتف برسالة تهنئة تصل عبر أثير الانترنت، دون حرص على اللقاء المباشر والتعبير عن الود بواقع عملي، وهذا لعمري من أسوأ العادات التي تسيطر على شبابنا وتسرق وقته وتركيزه، فلنتجنبها أثناء العيد خاصة.
٥. المغالاة والشطط في الاستعداد للعيد
على الرغم من قدسية الأعياد وأهميتها وأهمية الحرص على الاستعداد لها وقضائها على الوجه الأمثل من إظهار الفرحة ولبس الجديد والتحدث بالنعمة وغيره من مظاهر التقدير للأعياد إلا أن البعض منا يغالي في الاستعداد للعيد بصورة زائدة، فيتعنت بإظهار ثراءه ويغالي في الانفاق وجلب الملابس والطعام والشراب وغيره، وينسى أو يتناسى أن في هذا ما فيه من الأسى والغيرة التي يجدها بعض معارفه من الفقراء أو المحرومين، بل انه يشق عليهم بهذه المظاهر الملفتة التي تصعب عليهم مهمة الرضا والصبر والتعفف، فيجب الاعتدال ومراعاة مشاعر الآخرين وتقدير ظروفهم حتى لا تكون سعادتنا بالعيد مرهونة بتعاستهم وضيقهم.
الابتذال أو التبرج والمبالغة في الزينة للنساء
العيد فرصة رائعة لكسر الروتين اليومي الممل الذي نعيش فيه ربما طوال العام، وخاصة النساء اللاتي لا يخرجن من بيوتهن إلا للضرورة ويقضين جل أوقاتهن خلف جدرانها بين أعمال المنزل ومهامه التي لا تنتهي، ولكن من العادات السيئة والاعتقادات المؤسفة أن يتخذ النساء من العيد رخصة أو زريعة تبيح لهن التبرج وإظهار الزينة بشكل مبالغ فيه، والخروج والاحتكاك بالآخرين مع تجاهل قواعد الشرع والاحتشام والالتزام بالزي الساتر، فلهن أوجه رسالة: العيد فرصة للفرحة والاستمتاع، وليس رخصة لجمع الذنوب والسيئات، فلا تتركن العيد يمض ويخلف لكن المعاصي والذنوب التي ستسألن عنها عما قريب.
وعلى كل زوج أو أب أو ولي أمر أن ينتبه لمن تحت ولايته من النساء فلا يسمح بالتبرج ولا الابتذال ولا الاختلاط غير المبرر.
وفي الختام، كانت تلك طائفة من العادات الخاطئة والسلوكيات السيئة التي تشوه جمال العيد وتقدح في فهمنا الصحيح وتعاطينا المعتدل له كنعمة من نعم الله علينا، والتي تستحق منا الشكر وحسن الاغتنام والتدبر، وكل عام وجميعنا بخير وصحة وعافية.