الحفاظ على البيئة ثقافة نتمنى أن تتعزز في جيلنا، ومع الاحتفال باليوم العربي للبيئة، نتعرف على المزيد عن هذا الموضوع.
كيف ترى واقع الوعي البيئي في العلم العربي بشكل كامل؟
يجيب المهندس «خالد الإيراني» رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية البيئة عبر شاشة «الغد»: يجب أن نفرق بين التوعية والنشاطات المعنية بحماية البيئة، المنتدى العربي للبيئة والتنمية سيصدر تقرير في شهر نوفمبر عن حال الواقع البيئي في العشر سنوات الماضية وتبين في هذا التقرير الذي سيطلق أن واقع التوعية ازداد ولكن العمل على الأرض والفعل لا يزال قصص بسيطة وناجحة ولكن ليس على المستوى العربي وليس على مستوى التعاون العربي المشترك بشكل عام، التوعية موجودة فلمسنا ذلك في الأردن فعندما راجعنا المناهج المدرسية قبل عشر سنوات في المواد المذكورة عن المياه لم تكن تحث الطالب على المحافظة على المياه اليوم أصبحت المواد في الرياضيات واللغة العربية تحث على نشاطات للمحافظة على المياه فكان هناك فرق بين نشر التوعية عن الموضوع والعمل في حماية هذا الموضوع.
ما زالت الدول العربية متصدرة في التلوث، فعلى من تقع مسئولية حماية البيئة من أنواع التلوث المختلفة؟
المسئولية مشتركة من المواطن والحكومات ولكن المسئولية الأولى في البداية يجب أن تكون من الحكومات في مواضيع متعددة سواء من التشريعات أو تطبيق القوانين وهناك فترات في العالم العربي لم تكن تؤخذ قوانين البيئة على محمل الجد كون الاستثمار الزائد والاقتصاد هو الموضوع ولم تتواكب البيئة مع هذا التطور الاقتصادي، وأيضا من واجب الحكومة أن تنشر التوعية ولكن مع ذلك أن لا أحمل الحكومات المسئولية فقط حيث بدأت حركات في حماية الطبيعة والبيئة من خلال جمعيات البيئة في بعض الدول وكانت هذه الجمعيات قد سبقت دور الحكومات وتأسست قبل وزارة البيئة واليوم في كثير من الدول العربية من الأردن وتونس ولبنان نرى جمعيات بيئية تعمل على حماية البيئة ولكن لمسنا أيضا أن القوانين موجودة وقد تكون ضعيفة وتطبيقها أضعف، في الأردن توجد بعض المشاكل ولكن أسست الشرطة البيئية لتكون متخصصة في تطبيق القوانين المتعلقة في حماية البيئة.
أما عن أسباب ضعف التطبيق سواء بالأردن أو الوطن العربي، فيتابع «م. خالد»: أعتقد أن ذلك بسبب غياب الوعي الذي ينتج عنه الفعل، اليوم في الأردن بعض الغابات تترك بها النفايات بشكل كبير وهنا المسئولية مشتركة بين الحكومة التي يجب عليها وضع حاويات لهذه النفايات والمواطن الذي يجب عليه عدم رمي النفايات هكذا، وفي لبنان هناك مبادرات قامت بها جمعيات ولكن المسئولية الأولى على الحكومات لأنه يجب عليها إدارة هذا الحجم الكبير من النفايات وإعطائها للقطاع الخاص لأن القطاع الخاص يرى فائدة اقتصادية في موضوع النفايات ويمكن أن يعيد تدويرها مرة أخرى وأن ينتج منها كهرباء ولكن حتى لو لم نعطيها للقطاع الخاص فيجب أن تكون هناك تشريعات وضوابط لهذا الموضوع.
على ماذا تنص القوانين البيئية؟
هناك قوانين كثيرة لها علاقة بالنفايات وتلوث الهواء والصيد الجائر وحتى التلوث ينقسم إلى النفايات المنزلية والتلوث الصناعي وتلوث المياه الجوفية وإدارة المواد الكيماوية والسامة الخطرة وقبل عشر سنوات كانت المشاكل التي يطرحها المواطن العربي مختلفة عن التي يطرحها اليوم وبعض المشاكل عولجت والبعض الآخر لا، فعلى سبيل المثال مشكلة التغير المناخي هذه لم يكن سببها المواطن العربي لأن سببها الدول الصناعية الكبرى ونحن في الدول العربية نتأثر بها لذلك يجب أن نكون واعيين للتعامل مع هذه التغييرات.
أما عن الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، يقول المهندس: كل هذه الاحتفالات سواء يوم البيئة العالمي أو يوم البيئة العربي هي لإظهار أهمية هذا الموضوع وحتى تكون هناك وقفة ومراجعة للنفس ومعرفة نقاط الضعف وكما أن برامج التوعية أثمرت ولكن يجب أن نركز على برامج أخرى كما أن التقرير يركز على التعاون المشترك بين العالم العربي وهذا لا يزال في ضعفه الشديد.
هل هذه المشكلة مشكلة جيل وكيف يمكن علاجها؟
أحيانا بسبب نمط تربية الشخص فلا يرى مشكلة في إلقاء النفايات ولذلك يجب التركيز على العادات السليمة منذ الطفولة والتركيز على المخالفة والتركيز على جزئين هما إنشاء جيل جديد يؤمن بهذا الموضوع ويرى به المشاكل وأما الجيل الذي لا يرى بها مشكلة فيجب الحزم في تطبيق القوانين.