حملة ما تستني الأعراض
يقول المدير العام لمركز الحسين للسرطان الدكتور “عاصم منصور”: أنه ما المانع في أن تقوم السيدات بفحص الثدي سواء بالأشعة السينية، أو باستخدام الماموجرام بشكل دوري؛ حيث غالباً ما تنتظر السيدة حتى تظهر أعراض الإصابة فتبدأ في التوجه إلى الطبيب، لذلك كان هناك شعاراً واضحاً لمركز الحسين للسرطان، وهو لماذا تنتظري ظهور الأعراض؟، ففي مرض السرطان بشكل خاص تبدأ الأعراض في الظهور بوضوح في الحالات المتأخرة.
ومن الجدير بالذكر أن معركتنا مع مرض السرطان بالدرجة الأولى هي معركة وعي، لذلك فهناك حملات تُشن باستمرار من قبل مركز الحسين للسرطان، ولا تقتصر هذه الحملات على عمان فقط، بل تضم الأردن على كافة المحافظات، من خلال الوسائل العامة والخاصة كذلك، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، وترافق مع ذلك تكثيف الجهود المبذولة حتى يتم توفير جميع الأجهزة التصويرية اللازمة للفحص المبكر عن سرطان الثدي كحق لكل سيدة، وكذلك توفير الممرضات والأطباء المختصين في هذا المجال.
ومما يدل على التقدم الهائل الذي وصلنا له في هذا المجال، كانت السيدات تأتي في مراحل متأخرة جداً، حيث كانت الأعراض قد بدأت في الظهور، ولكن في وقتنا الحالي في مركز الحسين للسرطان يوجد ٥ أجهزة تصوير، وخمس طبيبات متفرغات تماماً للكشف المبكر والكشف عن سرطان الثدي، وذلك يعد إنجازاً ضخماً.
وهناك دراسات قد نشرتها إحدى الجهات المعنية بموضوع السرطان في العالم، والتي قد أقرت على أنه تم تحسين حالات الوفاة بسبب سرطان الثدي خلال العشر سنوات الأخيرة بنسبة كبيرة تصل إلى ٢٥٪، ويرجع ذلك لزيادة الوعي أولاً، وإلى التقدم العلاجي والجراحي لمرض السرطان.
وإذا تم اكتشاف حالة إصابة بالسرطان، فإنه يجب أن تتم جراحة موضعية بسيطة تتضمن إزالة الجزء المصاب، ومن ثم يتم إجراء علاج موضعي باستخدام الأشعة كما أكد الدكتور “عاصم”، وعلى حسب حالة المريضة بعد ذلك يمكن أن يتم استخدام علاج هرموني بسيط.
ولكن إذا كانت الحالة متأخرة، قد تحتاج المريضة إلى العلاج الكيماوي بأنواعه المختلفة، وعلاج بالأشعة في حال انتقال الإصابة إلى أماكن أخرى، ذلك بالإضافة إلى قلة الاستجابة للعلاج في الحالات المتأخرة؛ ففي الحالات المكتشفة مبكراً تصل نسبة الشفاء إلى ٩٠٪، أما في الحالات المتأخرة تكون نسبة الشفاء أقل بكثير.
وفي القطاع الطبي بشكل عام، وفي قطاع السرطان بشكل خاص يكون العامل البشري هو أهم العوامل على الاطلاق، لذلك فيتم التركيز على الكوادر البشرية بشكل كبير، ومن ضمن ذلك يقوم مركز الحسين للسرطان باستقطاب أكفأ الخبراء في العالم في مجال تشخيص أمراض الثدي لتدريب الممرضات والطبيبات والفتيات لإجراء الفحص الطبي بشكل دقيق جداً.